يقولُ لصاحِبه: لا أستطيع التوقّف عن التفكير! وأرى نفسي قدْ استحلتُ إلى عقلٍ فقط! يُفكّرُ ويضعُ الأشياء في حيّزِ المنطق ووضعياته، ولا أعلمُ ما السبيل إلى نسيان كلِّ هذا! لمْ يُقابله صاحبه باستنكارٍ أو ما شابهه، وإنّما كانَ يُصغي إليه ويبني على ما يقول، ولمْ يطلبْ منه السكوتَ أيضاً، بلْ دعاه لإنهاء الكلام لعندِ آخره، كيْ تصل الصورة لعقله كاملة لا تشوبها شائبة! وبهذا سيضع التصوّر المناسب للردّ على صاحبه، ولكيْ يضعَ على الطاولة نظريّته التي لبثت سنين طوال طي الكتمان، وهذا الحديث الذي واجهه به رفيقه سيكون السبب في التنظير لما سمّاه بـ “تحصيلِ حاصلْ”